کد مطلب:110178 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:160
وقال علیه السلام لرجلٍ سأَله أَن یعظه: لاَ تَكُنْ مِمَّنْ یَرْجُو الْآخِرَةَ بِغَیْرِ الْعَمَلِ، وَ یُرَجِّی التَّوْبَةَ بِطُولِ الْأَمَلِ. یَقُولُ فِی الدُّنْیَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِینَ، وَیَعْمَلُ فِیهَا بَعَمَلِ الرَّاغِبِینَ، إِنْ أُعْطِیَ مِنْهَا لَمْ یَشْبَعْ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ یَقْنَعْ، یَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِیَ، وَیَبْتَغِی الزِّیَادَةَ فِیَما بَقِیَ، یَنْهَی وَلاَ یَنْتَهِی، وَیَأْمُرُ بِمَا لاَ یَأْتِی، یُحِبُّ الصَّالِحِینَ وَلاَ یَعْمَلُ عَمَلَهُمْ، وَیُبْغِضُ الْمُذْنِبِینَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، یَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، وَیُقِیمُ عَلَی مَا یَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أجْلِهِ, إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِیاً، یُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عوفِیَ، وَیَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِیَ، إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً، وإِنْ نَالَهُ رَخَاءُ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَی مَا یَظُنُّ، وَلاَ یَغْلِبُهَا عَلَی مَا یَسْتَیْقِنُ یَخَافُ عَلَی غْیَرِهِ بِأَدْنیَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَیَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ، إِنْ اسْتَغْنَی بَطِرَ وَفُتِنَ، وَإِنِ افْتقَرَ قَنِطَ وَوَهَنَ یُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ، وَیُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ، إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ الْمَعْصِیَةَ وَسَوَّفَ التَّوْبَةَ، وَإِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ انْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ یَصِفُ الْعِبْرَةَ وَلاَ یَعْتَبرُ، وَیُبَالِغُ فِی الْمَوْعِظَةِ وَلاَ یَتَّعِظُ، فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ. وَمِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ، یُنَافِسُ فِیَما یَفْنَی، وَیُسَامِحُ فِیَما یَبْقَی، یَرَی الْغُنْمَ مغْرَماً. وَالْغُرْمَ مَغْنَماً، یخشَی الْمَوْتَ وَلاَ یُبَادِرُ الْفوْتَ, یَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِیَةِ غَیْرِهِ مَا یَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَیَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا یَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَیْرِهِ، فَهُوَ عَلَی النَّاسِ طَاعِنٌ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ، اللَّهْوُ مَعَ الْأَغْنِیَاءِ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ، یَحْكُمُ عَلَی غَیْرِهِ لِنَفْسِهِ وَلاَ یَحْكُمُ عَلَیْهَا لِغَیْرِهِ، یُرْشِدُ غَیْرَه ُیُغْوِی نَفْسَهُ، فَهُوَ یُطَاعُ وَیَعْصِی، وَیَسْتَوْفِی وَلا یُوفِی، وَیَخْشَی الْخَلْقَ فِی غَیْرِ رَبِّهِ، وَلاَ یَخْشَی رَبَّهُ فِی خَلْقِهِ. قال الرضی: ولو لم یكن فی هذا الكتاب إلاّ هذا الكلام لكفی به موعظةً ناجعةً، وحكمةً بالغةً، وبصیرةً لمبصرٍ و، عبرةً لناظرٍ مفكّرٍ.